هل تعلم أن الجنة أقرب إليك ممّا تتصور كما النار أقرب إليك ممّا تتصور ...
فلابد وأن تكون بأحدهما وللأسف لا يوجد خيار أن تصير الى العدم كما يقول الملحدون ..
والفيصل هو نتيجة الإختبار الذي أنت فيه الآن والذي تنتهي مدته بسحب روحك من جسدك ..
فهل حددت إجابتك؟ فالوقت يمر وقد تنتهي مدة الامتحان ولم تقيّد إجابتك وصحيفتك فارغة ..
أم مازلت لم تصدق انك في امتحان .فالكثير الكثير من لم يصدّق ولم يتوصل لهذه الحقيقة إلى الآن ..
فاعلم أن الامتحان الموجب للسعادة الابدية أو الشقاء الابدي هو امتحان العقيدة والايمان ..
واعلم أن امتحان الإيمان مكون من سؤال واحد فقط ..
واعلم أن الاجابة عليه لا تحتمل "اللف والدوران" و "التفلسف والتفهمن" فهو كما اجابات الاتمتة قد وضعت الاجابة الصحيحة والخاطئة امامك وما عليك إلا الإختيار ..
واعلم أنك في حال إجابتك فإما أن تكون مصيب مئة بالمئة أو ان تكون مخطئ مئة بالمئة فلا يوجد بين بين ..
واعلم أن هناك ثلاث خيارات أمامك لا رابع لهم واحد يودي الى النعيم الابدي وهو ان تختار الاجابة الصحيحة ..
واثنان يوديان بك الى الشقاء الابدي احدهما أن تختار الإجابة الخاطئة والآخر ان تحتار ولا تقدم اجابتك أو أن تستهتر وتستهين بالامتحان ولا تجاوب ..
واعلم ان الايمان ليس باقوال ولا افعال إنما هو تصديق قلبي مطلق ويقين عقلي كامل وإقرار فكري تام وقناعة ذاتية لا يشوبها شك أو ظن و ما الافعال والاقوال إلا توابع ومصدقات له وقرائن عملية ظاهرية لهذا الايمان النظري الباطني وما هي إلا ناتج حتمي وبديهي له ..
واعلم أن الانسان من الناحية العقدية إما ان يكون مؤمن او كافر ولا يوجد منزلة بين المنزلتين ..
واعلم أن الايمان يكون بحسب مايرده الله لا ما تريده وتشتهيه نفسك وما يلائم ويتبع هواك ..
واعلم انه من الحماقة أن تعمل عقلك فيما يستحيل أن يدركه فمن الناس من يريد أن يدرك الذات الإلهية وصفاتها بعقله وعقله قد عجز ان يدرك اغلب المخلوقات فكيف به وهو يريد ان يدرك الخالق بذاته !
واعلم ان الله برحمته بيّن لك الايمان ولولا البيان الإلهي لكنت من الضالين مهما تفكرت وتدبرت واعملت عقلك واقراء إن شئت ( وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) الشورى .. فتصور كل هذه الخلوات والتفكر والاعتزال من قِبَل خير البشر وأصلح البرية وبالنهاية يصفه الله بعدم دراية الايمان فكيف بك يامسكين ..
واعلم ان العقل لايُترك بحال فإن لم يوافق وعارض احدى القواعد العقائدية فلعلة فيه لا فيها ولا يترك على علته بل يُعمل على تصحيح هذه العلل من خلال التدبر العميق والتفكر الدقيق في هدي الرحمن واياته القرآنية وبراهينه التكوينية والتخلي عن العناد والكبر النفسي وعدم اتباع الهوى المهلك فإن اخلصت النية بطلب الحق فأبشر بالحق يحققك بالحق ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق