الجمعة، 18 يناير 2013


صفات الكمال الإلهية بديهية و يقر بها العقل السليم المتحرر عن قيود العرف والعادة بكل بساطة ولا يجد ما يخالفها اصلاً

والعرف ما عرفه الناس وادركوه بحواسهم واعتادوا عليه

 فاصبح لكثرة تكرره معهم وعدم انقطاعه ملاصقا لحياتهم وافعالهم ومرتبط بأذهانهم و صاروا يتصورون خطأً انه من غير الممكن تغيره او تبدله

فهناك امور واقعة ممكنة عقلا مستحيلة عرفا كالمعجزات مثلا و تسمى خوارق العادات

و أيضاً شروق الشمس من المشرق مثلاً في كل يوم دون انقطاع أو تبدل وتكرر هذا الامر ملايين المرات مما اوجد عند الناس هذا الانطباع باستحالة تغيّر هذا الوضع او تبدّله

فاذا شرقت من المغرب أي اذا انعكس دوران الكرة الارضية فليس هناك أي اشكال عقلي في ذلك اما عرفا فهذا مستحيل ولا يتخيله البشر لاعتيادهم على هذا الوضع والشاكلة

او هذا التطور التقني الصناعي في ايامنا لمن لم يعاصره

فلو قلنا لإنسان غير مسلم كان قبل مئتي سنة انك تستطيع بقطعة صغيرة مؤلفة من حديد ونحاس و نفط مثلا ان تتكلم مع انسان في الصين او الوصول الى الصين بعشر ساعات مثلا

فالجواب المنطقي – بالنسبة له- والذي يؤيده العرف و الحواس والقاعدة التي يعتبرها عقلية (وهي ليست كذلك) ، انّ هذا الكلام كذب وجنون او هو سحر وشعوذة

 فاذا كان المسؤول مسلما ذا ايمان صحيح فسيقول لك ان الله على كل شيء قدير فلا ينفي المعقول بناءً على عدم مشاهدته له

وكثيرا ما نرى نقاش العلماء المسلمين في مسائل الفقه الافتراضي بأمور مستحيلة عرفا في زمنهم

 فلم ينفوها ولم ينكروا على السائل سؤاله وافتوا بها وافترضوا هم انفسهم مسائل وناقشوها وبيّنوا الحكم الشرعي مستندين على مصادر التشريع التي لا تنفي هذه الحوادث

(على خلاف اصولي بين مدرسة الحديث ومدرسة الرأي إذ ان اصحاب مدرسة الحديث تحرَّزوا عن الافتاء بغير الواقع ورعاً لأنهم اعتبروا الاجتهاد ضرورة عند انعدام النص والضرورة تقدر بقدرها ولا ضرورة للإفتاء بحوادث لم تقع بعد . ولعدة اعتبارات اخرى تجدها مفصلة في كتب تاريخ التشريع أو اصول الفقه)

فمن هذه الامثلة يتبين لنا سلامة المنهج الفكري لدى المسلمين في الفصل بين المسلمات العقلية والظواهر الطبيعية التي اعتاد الناس عليها

فاعتقاد المسلمين هو ان الكون كله من خلق الله حتى الاسباب والافعال والحركات

فمن خلق موجات الصوت والحبال الصوتية وحاسة السمع بهذه القدرة فرضاً يستطيع زيادة هذه القدرة وبالفعل قد زادها عند كثير من الحيوانات بأضعاف مضاعفة عن قدرة البشر

اما الاشخاص ذوي الفكر المادي او من لا يجهد عقله ولا يحاول ان يعمله بشيء ضروري او مفيد حتى

فباختصار ينفي كل ما هو غير مادي او غير مدرك ولا يرجع الى عقله فيفكر اهو ممكن او لا

بسب الخطأ في منطق أولئك و منهجهم العلمي و طريقة تفكيرهم

اذ جعلوا العلم تابع للمعلوم والمعلوم هو كل العلم و العكس هو الصحيح اذ العلم كلٌ والمعلوم فرد تابع للكل....

الخميس، 17 يناير 2013


اما سبب تبرج المرأة بصراحة أنا لا اعرف السبب بالضبط وكثيرا ما فكرت في الاسباب لهذا الفعل القبيح والذي هو وسيلة وباب للانفلات الخلقي  وحاولت التماس الاعذار وايجادها فلم اجد عذرا مقبول لا عقلا ولا نقلا  يسوغ هذا الفعل

 ومؤكد انه ليست كل من تخرج متكشفة هي وهي ... ولكن لنقص في عقلها وعدم تدبرها في عاقبة الامور سلكت طريق اهل الفاحشة من حيث لا تدري وجل ما تعرفه انها بهذه الهيئة اتبعت مسلك الرقي والتطور مع ان العكس هو الصحيح

و الحجة المتعارف عليها للسفور (طبعاً هذه اصلح واهون الحجج) هي ما يسمى (المشي على الموضة) والموضة هي الموديل وهي الشكل والهيئة وهذا الاتباع لهذه الهيئات بغير فكر ولا تدبر انما هو تقليد اعمى . وهذه التقليد انما هو تقليد للكفار في اوروبا وامريكا و والحكم الشرعي هو ان من تشبه بقوم فهو منهم والعياذ بالله

وهناك من لا تقول ولكن تضمر نيتها من سفورها وتزينها ان تجذب انظار الشباب لعل وعسى ان يعجب بها احدهم ويكون هذا الاعجاب سببا للزواج

فنقول اولا ان هذه النية خطيرة لأنها تنافي الايمان بالقضاء والقدر

فإن قالت هي من باب الاخذ بالأسباب فنقول ان هذا الكلام مرفوض قطعاً لان الغاية لا تبرر الوسيلة ولا يتوصل للحلال بالحرام فالحلال يوصل للحلال والحرام يوصل للحرام

ثانيا غالب الشباب الفساق المنفلتين من قيود الشرع تراهم كالكلاب الضالة تجوب الشوارع بحثاً عن اللحوم المعروضة المجانية حتى ان لم تكن مجانية فسوف يحاولون بشتى الوسائل والطرق اخذها بالمجان ومن ضمن لائحة ما يصبوا اليه أولئك هذا الصنف من النساء عسى ان يستطيع بكذبه وخداعه ان يقنعها بانه يريدها للزواج حتى يصل الى مأربه الخبيثة وغايته الوحيدة وهي الفاحشة  ، وكم وكم سمعنا من هذه الحوادث و هذا الكم الكبير مع التكتم الشديد على هذه الحوادث  والله اعلم بالعدد الحقيقي

 ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

ثالثاً ان الشاب الخلوق الصادق في طلبه للزواج لا ينظر الى هذا السفور والزينة وان كان فيه من الجمال ما فيه على انه محفز على طلب هذه الشابة بل بالعكس ينفر منها ويعتبرها كباقي الجيل الهابط اخلاقيا وليس حرياً بها ان تكون حامية لعرضه

رابعا ان اجريت احصائية لما كان عليه المجتمع من تستر في الماضي وما نراه اليوم من التكشف واجرينا مسح لعدد العانسات فهل كانت نسبة العوانس في الماضي اكثر مع ان النساء لم يكن يرى منهن شيء أم اليوم مع تكشفهن وتبرجهن وتزينهن فالإجابة معروفة و واضحة لكل الناس

والسبب الحقيقي الوحيد لظاهرة العنوسة هو بعد الناس عن دينهم وفساد المجتمع و ضعف الايمان والدين لدى المسلم بالمقام الاول ومن ثم يتبعه عشرات ان لم تكن مئات الاسباب منها الاف الطرق والوسائل التي يستخدمها الغرب لا فساد المرأة المسلمة ومن ثم المجتمع برمته وزعزعة استقرار القيم الاخلاقية للمجتمع والعمل على انتزاعها منه وسلبه اياها وهذا السلب للأخلاق هو المفتاح الاهم للقضاء فإن لم يكن فإضعاف للمسلمين بحيث لا تقوم لهم قائمة بعد هذا

ويمكن ان يكون للمباهاة بالجمال ويمكن ان يكون للغيرة من غيرها ويمكن ان يكون هناك الف حجة ونية ومقصد للسفور والمهم انه لا يوجد ولا حجة مقبولة فالفعل محرم ودوافعه يمكن ان يكون اثمها اكبر عند الله فغالباً ما يكون العذر اقبح من الذنب

السبت، 12 يناير 2013


الوجود بأكمله ينقسم عقلاً الى ثلاثة اقسام ولا يقبل العقل لها رابعاً

وهي واجب الوجود ومستحيل الوجود وممكن الوجود

1- فواجب الوجود هو الله عز وجل فقط الذي هو الواحد الاحد الفرد الصمد المتصف بكل كمال المنزَّه عن كل نقصان الذي هو ليس بجسم ولا عَرَضَ ولا جوهر ولا مصوَّر ولا محدود ولا معدود ولامتبعِّض ولا متحيز ولا متركب من شيء مما ورد ولا متناهٍ ولا يوصف بالماهية ولا الكيفية ولا يتمكن بمكان ولا يجري عليه زمان ولا يشبهه شيء ولا يخرج عن علمه وقدرته شيء .

(هذه الالفاظ مشروحة بالتفصيل بكتاب شرح العقائد – متن النسفي
 وهو طبع دار الطباعة العامرة زمن الدولة العثمانية وهذا الكتاب موجود في مكتبة الشيخ عدنان حقي حفظه الله ولا ادري أيوجد طبعة حديثة له ام لا
 و هذا التعريف بديهي لمن له اطلاع على علم المنطق وعلم الكلام ولمن حرر عقله من قيود المادة والمعروف والمألوف والمعتاد من الظواهر المادية المحسوسة
و ما ورد فيه بالإجمال هو نفي لصفات النقص بحق الله ونفي للصفات التي نسبها المشركون كاليهود والنصارى واصحاب الديانات الفلسفية في الهند والصين لما اعتبروه الرب ، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
بالمختصر ما يُفهم منه انه كل ما خطر ببالك فالله خلاف ذلك )

2- ومستحيل الوجود هو ما خالف واجب الوجود فكل شيء يخالف كمال الله و صفاته هو مستحيل الوجود

3- اما ممكن الوجود فهو ما امكن وجوده وعدمه عقلا وهو الكون بأكمله أي كل شيء ما عدا الله الواجب الوجود وقد فُصِّل هذا العالم كالتالي

فالعالم بجميع جزئياته مُحدَث والمُحدِث هو الله تعالى

وينقسم الكون الى اعيان واعراض

فالأعيان ما لها قيام بذاتها وتنقسم الى

مركبة وهي الاجسام (جمع جسم)

وغير مركبة وهي الجواهر (جمع جوهر) وهي الجزء الذي لا يتجزئ

والاعراض (جمع عَرَضَ) وهي مالا قيام لها بذاتها وتحدث في الاجسام والجواهر كالأشكال والكيفيات و الصفات كالألوان والطعوم والروائح

ملاحظة : اذا واجهت صعوبة في فهم هذا الكلام اذاً لا تستسهل الخوض في الدين والعقيدة  والادلاء بآرائك التي لا تستند لعلم ولا لمنطق سليم ولتعلم انك غير مؤهل لذلك ...